الخميس، 19 يناير 2012

أهمية صلاة الفجر

أخي المسلم اقرا و تأمل
صلاة الفجر تشكو من قلة المصلين فيها مع انها صلاة مباركة مشهودة اقسم الله بوقتها فقال \والفجر و ليال عشر\
أخي المسلم
كم من أجور ضيعتها يوم نمت عن صلاة الفجر كم حسنات ضيعتها يوم سهوت عن صلاة الفجر او أخرتها كم من كنوز فقدتها يوم تكاسلت عن صلاة الفجر
1/ صلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة
يقظة من نوم + إجابة للأذان + صلاة مع أهل الإيمان = ثواب قيام ليلة
قال صلى الله عليه و سلم \من صلى العشاء في جماعة فكانما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكانما قام الليل كله \أخرجه مسلم

2\الحفظ في ذمة الله لمن صلى الفجر
فعن ابي ذر رضي الله عنه قال.قال رسول الله صلى الله عليه و سلم \من صلى الصبح فهو في ذمة الله\رواه مسلم
كن من رجال الفجر و اهل صلاة الفجر اولئك الذين ما ان سمعوا النداء يدوي الله اكبر.الصلاة خير من النوم .هبوا و فزعوا و ان طاب المنام و تركوا الفرش و ان كانت وثيرة ملبين النداء فخرج الواحد منهم الى بيت من بيوت الله تعالى و هو يقول \اللهم اجعل في قلبي نورا و في لساني نورا و اجعل في سمعي نورا و اجعل في بصري نورا و اجعل من خلفي نورا و من امامي نورا و اجعل من فوقي نورا \فما ظنك بمن خرخ لله في ذلك الوقت لم تخرجه دنيا يصيبها و لا اموال يقترفها اليس هو اقرب الى الاجابة في السعادة يعيشها حين لا ينفك النور عنه طرفة عين  .

3\ صلاة الفجر جماعة نور يوم القيامة
قال صلى الله عليه و سلم \بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة\

4\ دخول الجنة لمن يصلي الفجر في جماعة
قال صلى الله عليه و سلم \من صلى البردين دخل الجنة\ والبردين هما الفجر و العصر
وقال صلى الله عليه و سلم \لن يلج النار احد صلى قبل طلوع الشمس و قبل غروبها\

5\ يمنع الرزق و بركته
قال ابن القيم \ونومة الصبح تمنع الرزق لانه وقت تقسم فيه الأرزاق

6\قال صلى الله عليه و سلم
\ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها\

7\ تقرير مشرف يرفع لرب السماء عنك
قل صلى الله عليه وسلم \ يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل و ملائكة بالنهر و يجتمعون في صلاة الفجر والعصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسالهم الله و هو اعلم كيف وجدتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون و اتيناهم و هم يصلون\ فيا عبد الله يا من تحافظ على صلاة الفجر سيرفع اسمك الى الملك جل و علا . الا يكفيك فخرا و شرفا

8\ الرزق والبركة لمن صلى الفجر جماعة
قال صلى الله عليه وسلم \اللهم بارك لأمتي في بكورها

صلاة الجماعة في المسجد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلن يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله.
صلّى الله عليه ما تعاقب الليل والنهار، وعلى آله وصحابته الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم القرار.
أما بعد:
فإن: من سمُو هذه الشريعة أنها تشرع في كثير من عباداتها الاجتماعات التي هي عبارة عن مؤتمرات إسلامية، يجتمع فيها المسلمون ليتواصلوا ويتعارفوا ويتشاوروا في أمورهم، ويتعاونوا على حل مشاكلها، وتداول الرأي فيها.
وإنما شرعت هذه الاجتماعات العظيمة في الإسلام لأجل مصالح المسلمين; ليحصل التواصل بينهم بالإحسان والعطف والرعاية, وليدوم التواد والتحاب بينهم, ولأجل أن يعرف بعضهم أحوال بعض, فيقومون بعيادة المرضى, وتشييع الجنائز, وإغاثة الملهوفين, وكذلك إظهار قوة المسلمين وترابطهم, فيغيظون بذلك أعداءهم من الكفار والمنافقين, ولأجل إزالة ما ينسجه بينهم شياطين الجن والإنس من العداوة والتقاطع والأحقاد, فيحصل الائتلاف واجتماع القلوب على البر والتقوى, ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:  (لا تختلفوا; فتختلف قلوبكم)1..
ومما يجمع المسلمين في أوقات عديدة في اليوم الواحد صلاة الجماعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فضلها إضافة إلى فوائدها وثمارها فقال عليه الصلاة والسلام: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة).2
وللأسف فإن هناك عزوفا كبيرا من بعض الناس عن صلاة الجماعة، وعن تأديتها في بيوت الله حيث ينادى بها؛ فلذلك أحببنا أن نُذَكِّر بحكم صلاة الجماعة، مع بعض فضائلها وأحكامها.
أيها الناس: لقد دلت الأدلة الصحيحة الصريحة بأن صلاة الجماعة فرض على المسلمين؛ فمن الأدلة على ذلك ما جاء في كتاب ربنا قوله تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} سورة النساء(102).. فدلت هذه الآية الكريمة على تأكد وجوب صلاة الجماعة, حيث لم يرخص للمسلمين في تركها حال الخوف, فلو كانت غير واجبة, لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف; فإن الجماعة في صلاة الخوف يترك لها أكثر واجبات الصلاة, فلولا تأكد وجوبها لم يترك من أجلها تلك الواجبات الكثيرة; فقد اغتفرت في صلاة الخوف أفعال كثيرة من أجلها.
ومن الأدلة أيضاً ما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-; أنه قال: (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر, ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا, ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام, ثم آمر رجلا فيصلي بالناس, ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة, فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)3. ووجه الاستدلال من الحديث على وجوب صلاة الجماعة من وجهين:
الوجه الأول: أنه وصف المتخلفين عنها بالنفاق, والمتخلف عن السنة لا يعد منافقا; فدل على أنهم تخلفوا عن واجب.
الوجه الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم همّ بعقوبتهم على التخلف عنها, والعقوبة إنما تكون على ترك واجب, وإنما منعه صلى الله عليه وسلم من تنفيذ هذه العقوبة من في البيوت من النساء والذراري الذين لا تجب عليهم الجماعة.
ومن الأدلة على وجوب صلاة الجمعة على الأعيان ما جاء في قصة الرجل الأعمى أنه قال: يا رسول الله! ليس لي قائد يقودني إلى المسجد, فسأله أن يرخص له أن يصلي في بيته, فرخص له, فلما ولّى دعاه, فقال: (هل تسمع النداء؟), قال: نعم, قال: (فأجب)4. فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحضور إلى المسجد لصلاة الجماعة وإجابة النداء مع ما يلاقيه من المشقة, فدل ذلك على وجوب صلاة الجماعة.
ومن الأدلة على وجوب صلاة الجماعة على الأعيان أن وجوبها قد كان مستقرا عند المؤمنين من صدر هذه الأمة؛ قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق, ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"5. فدل ذلك على استقرار وجوبها عند صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, ولم يعلموا ذلك إلا من جهة النبي -صلى الله عليه وسلم-, ومعلوم أن كل أمر لا يتخلف عنه إلا منافق يكون واجبا على الأعيان.
ولأجل صلاة الجماعة عمرت المساجد, ورتب لها الأئمة والمؤذنون, وشرع النداء لها بأعلى صوت: "حي على الصلاة, حي على الفلاح". فعلى المؤمن أن يستجيب لنداء الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} سورة الأنفال(24).
أيها المؤمن: إن مما يجب عليك أن تعلمه أن الأمكنة التي  شرع فيها تأدية صلاة الجماعة هي المساجد, وذلك لإظهار شعار الإسلام, وما شرعت عمارة المساجد إلا لذلك, وفي إقامة الجماعة في غيرها تعطيل لها؛ وقد قال الله –تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} سورة النــور(36)(37). وقال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} سورة التوبة(18). ففي هاتين الآيتين الكريمتين تنويه بالمساجد وعمارها, ووعد لهم بجزيل الثواب, وفي ضمن ذلك ذم من تخلف عن الحضور للصلاة فيها..
يقول ابن القيم -رحمه الله-: "ومن تأمل السنة حق التأمل تبين له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان إلا لعارض يجوز معه ترك الجمعة والجماعة، فترك حضور المسجد لغير عذر كترك أصل الجماعة لغير عذر، وبهذا تتفق جميع الأحاديث والآثار"6.
وقد توعد الله من عطل المساجد ومنع إقامة الصلاة فيها, فقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} سورة البقرة(114). وفي إقامة صلاة الجماعة خارج المسجد تعطيل للمساجد أو تقليل من المصلين فيها, وبالتالي يكون في ذلك تقليل من أهمية الصلاة في النفوس, والله تعالى يقول: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}؛ وهذا يشمل رفعها حسيا ومعنوياً; فكل ذلك مطلوب. والله نسأل أن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
أيها المؤمنون: اعلموا -رحمكم الله- أن أقل ما تنعقد به صلاة الجماعة اثنان; لأن الجماعة مأخوذة من الاجتماع, والاثنان أقل ما يتحقق به الجمع؛ ولما روي من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي-صلى الله عليه وسلم قال: (الاثنان فما فوقهما جماعة)7. ولحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رجلاً دخل المسجد وقد صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من يتصدق على هذا فيصلي معه؟) فقام رجل من القوم فصلّى معه8. ولقوله صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث: (وليؤمكما أكبركما)9.
ويجوز-عباد الله- للنساء حضور صلاة الجماعة في المساجد بإذن أزواجهن غير متطيبات وغير متبرجات بزينة مع التستر التام والابتعاد عن مخالطة الرجال, ويكن بمعزل عن الرجال; لحضورهن على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولحديث عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها) قال: فقال بلال بن عبد الله: والله لنمنعهن. قال: فأقبل عليه عبد اللّه فسبه سباً سيئاً، ما سمعته سبه مثله قط، وقال: أخبرك عن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وتقول: والله لنمنعهن؟!. وفي روية: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله)10.
أيها لمسلم: إن الأفضل لك أن تصلي في المسجد الذي لا تقام فيه صلاة الجماعة إلا بحضورك; لأنك تحصل بذلك على ثواب عمارة المسجد; فقد قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} سورة التوبة(18).
ثم الأفضل بعد ذلك صلاة الجماعة في المسجد الذي يكون أكثر جماعة من غيره, لأنه أعظم أجراً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده, وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل, وما كان أكثر فهو أحب إلى الله)11; ففيه أن ما كثر جمعه فهو أفضل; لما في الاجتماع من نزول الرحمة والسكينة, ولشمول الدعاء ورجاء الإجابة, لا سيما إذا كان فيهم من العلماء وأهل الصلاح, قال تعالى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} سورة التوبة(108).
ثم الأفضل بعد ذلك الصلاة في المسجد القديم; لسبق الطاعة فيه على المسجد الجديد.
ثم الأفضل بعد ذلك الصلاة في المسجد الأبعد عنه مسافة, فهو أفضل من الصلاة في المسجد القريب؛ لحديث أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى)12. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون اللهم ارحمه اللهم اغفر له اللهم تب عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يحدث فيه)13. ولحديث جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لهم: (إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد) قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك، فقال: (يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم)14.
وذهب بعض العلماء إلى أن الصلاة في أقرب المسجدين أولى, لأن له جواراً, فكان أحق بصلاته فيه, ولأنه قد ورد في الأثر: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد)15؛ ولأن تعدي المسجد القريب إلى البعيد قد يحدث عند جيرانه استغراباً, ولعل هذا القول أولى; لأن تخطي المسجد الذي يليه إلى غيره ذريعة إلى هجر المسجد الذي يليه, وإحراج لإمامه, بحيث يساء به الظن16.
فهذا هو حكم صلاة الجماعة، وما يتعلق بها من أحكام وحكم وثمرات، فما على المسلم الكريم إلا أن يبادر إلى الصلوات في أوقاتهن حيث ينادى بهن ليكتب من المؤمنين الصادقين، وليكون من المفلحين..
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الخشوع في الصلاة


مقدمة
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
الحمد لله الذي فرض الصلاة وجعلها قرة عين العابدين ، وحلية المتقين ، وملاذ المؤمنين ،تستريح فيها نفوسهم ،وتطمئن بها قلوبهم ، وتزداد خشوعهم وخضوعهم لله رب العالمين.

معني الخشوع

الخشوع في اللغة :هو الخضوع والسكون . قال :{ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً}
[طه : 108] أي سكنت.
والخشوع في الاصطلاح:هو قيان القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "أصل الخشوع لين القلب ورقنه وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته،فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء،لأنها تابعة له " [الخشوع لابن رجب،ص17] فالخشوع محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح . فمتى اجتمع في قلبك أخي في الله – صدق محبتك لله وأنسك به واستشعار قربك منه، ويقينك في ألوهيته وربوبيته ،وحاجتك وفقرك إليه.متى اجتمع في قلبك ذلك ورثك الله الخشوع وأذاقك لذته ونعيمه تثبيتاً لك على الهدى ،قال تعالى :{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}[محمد: 17] وقال تعالى :{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت :69].
فاعلم أخي الكريم – أن الخشوع في الصلاة،هو توفيق من الله جل وعلا،يوفق إليه الصادقين في عبادته ،المخلصين المخبتين له ،العاملين بأمره والمنتهين بنهيه. فمن لم يخشع قلبه بالخضوع لأوامر الله خارج الصلاة،لا يتذوق لذة الخشوع ولا تذرف عيناه الدموع لقسوة قلبه وبعده عن الله .قال تعالى :{ ِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت:45] ،فالذي لن تنهه صلاته عن المنكر لا يعرف إلى الخشوع سبيلاُ،ومن كان حاله كذلك ،فإنه وإن صلى لا يقيم الصلاة كما أمر الله جل وعلا ، قال تعالى:{ َاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة : 45].
واعلم أخي المسلم بأن الخشوع واجب على كل مصل .قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ويدل على وجوب الخشوع قول الله جل وعلا،قال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[المؤمنون:1-2] .
[الفتاوى 22/254].

فضل الخشوع في الصلاة

لو لم يكن للخشوع في الصلاة إلا فضل الانكسار بين يدي الله،وإظهار الذل والمسكنة له ,لكفى بذلك فضلاً ،وذلك لأن الله جل جلاله إنما خلقنا للعبادة {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات : 56] وأفضل العبادات ما كان فيها الانكسار والذل الذي هو سرها ولبها.ولا يتحقق ذلك إلا بالخشوع .وذلك فقد امتداح الله جل وعلا الخاشعين في آيات كثيرة:قال تعالى : {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [الإسراء:109].
وقال سبحانه :{ َإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } [البقرة:45].
وجعل سبحانه وتعالى الخشوع من صفه أهل الفلاح من المؤمنين فقال:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }[المؤمنون:1-2].
وقال{وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء : 90].
ولما كان الخشوع صفه يمتدح الله بها عبادة المؤمنين ،دل على فضله ومكانته عبدالله ،ودل على حب الله الأهل الخشوع والخضوع ،لأن الله سبحانه لا يمدح أحداً بشيء إلا وهو يحبه ويحب من يتعبده به . ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سبعة يظلهم الله في ظله ،يوم لا ظل إلا ظله-وذكر منهم- ورجل ذكر الله خالياُ ففاضت عيناه"[متفق عليه].
ووجه الدلالة من الحديث:أن الخاشع في صلاته يغلب على حاله البكاء في الخلوة أكثر من غيرها,فكان بذلك ممن يظلهم الله في ظله يوم القيامة.

أهم أسباب الخشوع

أخي الكريم-أعلن حفظك الله- أن الخشوع ما هو إلا ثمرة لصلاح القلب واستقامة الجوارح ولا يحصل ذلك إلا بمعرفة الله جل وعلا،والإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره،ومعرفة أمره والعمل به ،ومعرفة نهيه واجتنابه ،والإيمان برسول الله صلى الله وسلم واتباعه.ثم اقتران ذلك كله بالإخلاص.لذلك فإن مرد أسباب الخشوع كلها إلى هذه الأمور.

1) معرفة الله: وهي أهم الأسباب وأعظمها ،وبها ينور القلب ويتقد الفكر وتستقيم الجوارح ،فمعرفة أسماء الله وصفاته تولد في النفس استحضار عظمة الله ودوام مراقبته ومعيته.ولذلك قال الله جل وعلا:"فاعلم أنه لا إله إلا الله".
فالعلم اليقين بلا إله إلا الله ،يثمر في القلب طاعة الله وتوقيره والذل والانكسار له في كل اللحظات،ويعلم المؤمن الحياء من الله لإيقانه بوجوده ومعيته وقربه وسمعه وبصره.قال تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[الحديد:4].
فاعلم-أخي الكريم- أنك متى ما عودت نفسك مراقبة الله في أحوالك كلها أورثك الله خشيته ووهبك الخشوع في الصلاة,وذلك لأنك حينما تستحضر معية الله في أقوالك وأفعالك فإنما تعبد الله بالإحسان،إذ الإحسان هو:"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه براك"كما في حديث جبريل [رواه مسلم].

2) تعظيم قدر الصلاة : وإنما يحصل تعظيم قدرها ،إذا عظم المسلم قدر ربه وجلال وجهه وعظيم سلطانه واستحضر في قلبه وفكره إقبال الله عليه وهو في الصلاة، فعلم بذلك أنه واقف بين يدي الله وأن وجه الله منصوب لوجهه ،ويا له من مشهد رهيب ، حق للجوارح فيه أن تخشع وللقلب فيه أن يخضع، وللعين فيه أن تدمع .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا صليتم فلا تتلفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في الصلاة ما لم يلتفت" [رواه مسلم]. ولذلك كان السلف رضي الله عنهم يتغير حالهم إذا أوشكوا على الدخول في الصلاة، فقد كان على بن الحسين ‘ إذا توضأ صفر لونه فيقول له أهله:ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء ؟فيقول : أتدرون بين يدي من أقوام؟ [رواه الترمذي وأحمد].
وهذا مسلم بن يسار تسقط أسطوانة في ناحية المسجد ويجتمع الناس لذلك ،وهو قائم يصلي ولم يشعر بذلك كله حتى انصرف من الصلاة.

3) الاستعداد للصلاة: واعلم – أخي الكريم – أن استعدادك للصلاة هو علامة حبك لله جل وعلا ،وأن حرصك على أدائها في وقتها في وقتها مع الجماعة ، هو علامة على حب الله لك ،قال تعالى في الحديث القدسي:"وما تقرب إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه " [رواه البخاري].
ولذلك فإقامة الصلاة على الوجه المطلوب هو أول سبب يوجب محبه الله ورضوانه ،وإنما يكون استعدادك – أخي الكريم – بالتفرغ للصولة تفرغاً كاملا، بحيث لا يكون في بالك شاغل يشغلك عنها ،وها لا يتحقق إلا إذا عرفت حقيقة الدنيا،وعلمت أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة،وأنك فيها غريب عابر سبيل سوف ترحل عنها في الغد القريب.قال صلى الله عليه وسلم: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل".
وكان عبدالله بن عمر يقول :"إذا أصبحت فلا تنتظر المساء . إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ،وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك " [رواه البخاري].
فإذا تفرغ قلبك من شواغل الدنيا،فأصبع الوضوء كما أمرك الله متحرياً واجباته وشروطه سننه لتكون على أكمل طهارة،ثم انطلق إلى بيت الله سبحانه بخطى ملؤها السكينة والوقار واحرص على الصق الأول يمين الإمام.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟"قلنا:بلى يا رسول الله .قال :"إسباغ الوضوء على المكاره،وكثرة الخطى إلى المساجد ،وانتظار الصلاة بعد الصلاة،فذلكم الرباط.فذلكم الرباط"[رواه مسلم والترمذي]
وقال صلى الله عليه وسلم :"لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه ،ينتظر الصلاة ،والملائكة تقول:اللهم اغفر له.اللهم ارحمه.حتى ينصرف أو يحدث"قيل وما يحدث؟قال:"يفسو أو يضرط"[رواه مسلم].
وقد كان السلف رحمهم الله يستعدون للصلاة أيما استعداد سواء كانت فرضاُ أم نفلاً .روي عن حاتم الأصم أنه سئل عن صلاته،فقال:إذا حانت الصلاة،أسبغت الوضوء ، وأتيت الموضع الذي أريد الصلاة فيه،فأقعد فيه حتى تجتمع جوارحي،ثم أقوام ‘لي صلاتي ،وأجعل الكعبة بين حاجبي ،والصراط تحت قدمي ،والجنة عن يميني،والنار عن شمالي ،وملك الموت ورائي ،وأظنها آخر صلاتي ،ثم أقوم يسن يدي الرجاء والخوف ,أكبر تكبيراُ بتحقيق ,وأقرأ بترتيل ،وأركع وكوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتخشع..وأتبعها الإخلاص ،ثم لا أدري أقبلت أم لا؟.
*ومن الاستعداد للصلاة أن تقول المؤذن غير أنه إذا قال:"حي على الصلاة حي على الفلاح"فقل:"لا حول ولا قوة إلا بالله "ثم ذلك بما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم من الأدعية المأثورة ومن ذلك :"اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ,آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته"[رواه البخاري] واعلم – أخي الكريم – أن أداء النوافل والرواتب تزيد من خشوع المؤمن في الصلاة ،لأنها السبب الثاني الموجب لمحبة الله .كما قال جل وعلا في الحديث القدسي :"ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه"[رواه البخاري ].

4) فقه الصلاة : وإنما جعل فقه الصلاة من أسباب الخشوع ،لأن الجهل بأحكامها ينافي أداءها كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ،ولأن خشوع المسيء صلاته ،لا يفيده شيئاً في إحسانها ولا يكون له كبير ثمرة حتى يقيم صلاته كما أمر الله.
ولقد صلى رجل أمام رسول الله عليه وسلم فأساء صلاته،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "ارجع فصل فإنك لم تصل"[رواه البخاري ومسلم وأبو داود].
فيجب عليك – أخي الكريم – أن تعلم أركان الصلاة وواجباتها ، وسنن الصلاة ومبطلاتها ،حتى تعبد الله بكل حركة أو دعاء تقوم به في الصلاة.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"صلوا كما رأيتموني أصلي".

5) اتخاذ السترة : وذلك حتى لا يشغلك شاغل ولا يمر يديك مار سواء من الإنس أو الجن ،فيقطع عليك صلاتك ويكون سبباً في حرمانك من الخشوع.
عن سهل بن حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته"[رواه النسائي وأبو داود].
وأعلم أخي الكريم أن اتخاذ السترة في الصلاة ,قد تهاون فيه كثير من الناس،وذلك لجهلهم بما يوقعه من السكينة والهدوء في قلب المصلي ولجهلهم بحكمه في الصلاة.

6) تكبيرة الإحرام: أخي الكريم – أما وقد عرفت ربك والتزمت بأمره واتبعت سبيله ،فلبيت نداءه وتركت ما سوى ذلك من حطام الدنيا وراء ظهرك ,وأقبلت على ملاك أحسن إقبال بصدق وصفاء وإخلاص ،- أما وقد حصل لك ذلك الاستعداد كله – فاعلم أن تكبيرة الإحرام هي أول شجرة تقطف مها ثمرة الخشوع والذل والانكسار،تقطفها وتتذوق حلاوتها حينما تتصور وقوفك بين يدي الله ، وحينما تغرق تفكيرك في معاني "التكبير" فتتصور قدر عظمة الله في هذا الكون ،وتتأمل – و أنت تكبر – في قول الله جل وعلا { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة : 255] ثم تتأمل قول ابن عباس رضي الله عنه أن الكرسي موضع القدم،فحينئذ تدرك حقيقة الله أكبر".تدركها وهي تلامس قلبك الغافل عن الله فتوقظه,.وتذكره بهزل الموقف وعظم الأمانة التي تحملها الإنسان ولم يؤديها عرضت عليها .تدرك أخي الكريم – حقيقة التكبير وأسراره وتنظر إلى حالك مع الله وما فرطت في جنبه سبحانك ثم تتيقن أنه سبحانه قد نصب وجهه لوجهك في لحظه التكبير لتقيم الصلاة له راجياً رحمته وخائفاً من عذابه ،إنه لموقف ترتعش له الجوارح وتذهل فيه العقول .كان عامر بن عبد الله من خاشعي المصلين وكان إذا صلى ضربت ابنته بالدف ،وتحدث النساء بما يردن في البيت ولم يكن يسمع ذلك ولا يعقله .وقيل له ذات يوم:هل تحدثك نفسك في الصلاة بشيء؟قال:نعم ,بوقوفي بين يدي الله عز وجل ,و منصرفي إلى إحدى الدارين ،قيل فهل تجد شيئاً من أمور الدنيا؟ فقال:لأن تختلف الأسنة في أحب إلي من أن أجد في صلاتي ما تجدون.
فهكذا كان السلف إذا دخلوا في الصلاة فكأنما رحلت قلوبهم عن أجسادهم من حلاوة ما يجدون من الخشوع والخضوع.

7) التأمل في دعاء الاستفتاح: وأدعيه الاستفتاح كثيرة،وكلها تشمل معاني التوحيد والإنابة وعظم الله وقدرته وجلال وجهه ،لذلك فالتأمل فيها يورث أخي الحبيب هذه المعاني العظيمة التي تهز القلب وتحرك الشوق وتقوي الأنس بالله جل وعلا.ومن الأدعية المأثورة:"وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ،إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ،لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "[رواه مسلم].
قال القرطبي :"أي قصدت بعبادتي وتوحيدي له عز وجل وحده "[تفسير القرطبي 7/28].

8) تدبر القرآن في الصلاة: وأعلم – أخي الكريم – أن تدبر القرآن من أعظم أسباب الخشوع في الصلاة ,وذلك لما تشتمل عليه الآيات من الوعد والوعيد وأحوال الموت ويوم القيامة وأحوال أهل الجنة والنار وأخبار الأنبياء الرسل وما ابتلوا به من قومهم من الطرد والتنكيل والتعذيب والقتل وأخبار المكذبين بالرسل وما أصابهم من العذاب والنكال،وكل هذه القضايا تسبح بخلدك أخي الكريم فتهيج في قلبك نور الإيمان وصدق التوكل وتزيدك خشوعاً على خشوع وكيف لا وقد قال الله جل وعلا: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }[الحشر : 21] .ولذلك استنكر الله جل علا على الغافلين عن التدبر غفلتهم فقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] وقال تعالي أيضاً:{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء : 82].
ويتعين التدبر في سورة الفاتحة لما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى :قسمت الصلاة بيني عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ،فإذا قال العبد {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[الفاتحة : 2] قال تعالى :حمدني عبدي .وإذا قال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة : 4] قال مجدني عبدي .وإذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة : 5] قال:هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .فإذا قال:{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة : 7,6] قال :هذا لعبدي ولعبد ما سأل "[رواه مسلم].

9) التذيل لله في الركوع : أما الركوع لله فهو حالة يظهر فيها التذلل لله جل وعلا بانحناء الظهر والجبهة لله سبحانه ،فينبغي لك أخي الكريم أن تحسن فيه التفكر في عظمة الله وكبريائه وسلطانه وملكوته،وأن تستحضر فيه ذنبك وتقصيرك وعيبك،وتتفكر في قدر الله وجلاله وغناه ،فتظهر حاجتك وفقرك وتذللك لله وحده قائلاً:"اللهم لك ركعت ،وبك آمنت ،ولك أسلمت ،خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي"[رواه مسلم]، ثم عند قيامك من الركوع فقل سمع الله لمن حمده،ومعناها:سمع الله حمد من حمده واستجاب له ،ثم احمد الله بعد ذلك بقولك :"ربنا لك الحمد حمداً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينها وملء ما شئت من شيء بعد" وتذكر أنك مهما حمدت الله على نعمه فإنك لا تؤدي شكرها.قال تعالى:{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا َّ }[النحل : 18].وهذا التأمل يزيدك إيماناً بتقصيرها في جنب الله ويعمق في نفسك معاني الانكسار والذل وطلب الرحمة من الله وكل هذه الأشياء محفزات لخشوعك في الصلاة.

10) استحضار لقرب من الله في السجود: لئن كان القيام والركوع والتشهد في الصلاة،من أسباب الخشوع و الاستكانة والتذلل لله ،فإن السجود هو أعلى درجات الاستكانة وأظهر حالات الخضوع لله لعلي القدير.
فاعلم أخي الكريم :أنك إذا سجدت تكون أقرب إلى الله ،ومتى استحضر قلبك معني القرب من خالق ومبدع الكون،متى تصور ذلك كذلك خضع وخشع.وتصور حالك وأنت أقرب إلى ملك عظيم من ملوك الدنيا تود الحديث إليه،ألا يصيبك من الارتباك والسكون ما يغير حالك ويخفق قلبك،فكيف وأنت أقرب في حالة سجودك إلى الله ذي الملك والملكوت والعز و الجبروت. ولله المثل الأعلى .واعلم أن السجود أقرب موضع لإجابة الدعاء،ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات.قال الله تعالى: {َاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }[العلق : 19]. وقال صلى الله عليه وسلم :"أقرب ما يكون العبد من ربه هو ساجد،فأكثروا الدعاء فيه"[رواه مسلم] وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده:"سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة"[رواه أبو داود والنسائي] ويقول أيضاً:"اللهم اغفر لي ذنبي كله ،دقه وجله ،وأوله وآخره،وعلانيته وسره"[رواه مسلم] والأدعية الواردة في السجود كثيرة ليس هذا محل بسطها.

11) استحضار معاني التشهد: وذلك لأن التشهد اشتمل على معاني عظيمة جليلة،فإذا تأملت فيها – أخي الكريم – أخذت بمجامع قلبك وألقت عليك من ظلال السكينة والرحمة ما يلبسك ثوب الخشوع الاستكانة.إذا أنك في التشهد تلقي التحيات لله سبحانه،وهذا – والله – مشهد يستعذبه القلب ويخفق له ،ثم تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرد عليك السلام كما صح ذلك في الحديث ،ثم تستشعر معاني الأخوة في المجتمع الإسلامي حينما تسلم على نفسك وعلى عباد اله الصالحين،ثم تستعيذ من عذاب النار والقبر ومن فتنة المسيح الدجال وفتنة المحيا والممات ، وكلها تغمر القلب بمعاني اللجوء والفرار إلى الله والتقرب إليه بما يحب.

أسباب أخرى معينة على الخشوع

إذا تتبعنا أسباب الخشوع بالتفصيل ،فسنجدها هي كل قربة من الله ، إذا أن أصل الخشوع هو خشية الله تعالى ،وإليك أخي الكريم بعض الأسباب المعينة على الخشوع:
12) عدم الالتفات في الصلاة: عن مجاهد قال :كان الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود ،وحدث أن أبا بكر قال كذلك .قال :وكان يقال :ذاك الخشوع في الصلاة[رواه البيهقي في سننه بإسناد صحيح].
13) التأني في الصلاة والطمأنينة فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود"[رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه].
14) اختيار الأماكن المناسب : لأن الأماكن الني يكثر فيها التشويش أو غيره من موانع الخشوع تفقد المصلي صوابه فضلاُ عن خشوعه.
15) اختيار الملبس المناسب : قال الله تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف : 31] .
16) الاستعاذة من الشيطان: لم يزل يوسوس للإنسان في صلاته فيقول :"اذكر كذا ،لم لم يكن يذكر من قبل ،حتى يضل الرجل ما يدري كم صلى " [البخاري ومسلم].
17) ملازمة التوبة والاستغفار والاجتهاد في قيام الليل.
18) الإكثار من النوافل فإنها أسباب لمحبة الله.
19) الإخلاص والصدق مع الله.


خاتمة
وأخيراً...... اعلم أن أساب الخشوع أكثر مما ذكرت لك ،وإن كان ما ذكرت يتدرج تحته بالإلزام ما لم أذكر ،فاجتهد وفقك الله لكل خير،واصدق مع الله في أمور كلها و لا سيما الصلاة ،لأنها عمود الدين،واعلم أن الخاشعين على مراتب وأحوال ،فليس كل باك خاشع وليس كل خاشع مطمئن ،وإنما مرد ذلك كله إلى علام الغيوب والمطلع على ما في الصدور ،وفقنا الله وإياك إلى الإخلاص في العمل ،والبعد عن الخطايا والزلل.وصلى الله وسلم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،و الحمد لله رب العالمين ....والله تعالى أعلم.

من معجزات القرآن الكريم

في هذا الموضوع تجد أخي القارئ نوعاً جديداً من
أنواع الإعجاز



فكل آية من آيات القرآن تصوّر لنا حقيقة علمية
لم
يكتشفها العلماء إلا حديثاً جداً



ولذلك يمكننا القول إن في القرآن
إعجازاً تصويرياً رائعاً

ويتجلى ذلك من خلال الصور
التالية:



ملاحظة: المرجع في هذه الصور هو مجموعة مواقع عالمية موثوقة
وهي:



وكالة الفضاء الأمريكية
"ناسا"


موقع ناشيونال جيوغرافيك

موقع الموسوعة
الحرة


موقع وكالة الفضاء الأوربية

جامعة
أريزونا


المجلة الطبية البريطانية

وكالة الجيولوجيا
الأمريكية



وغيرها



البحر المسجور





هذه صورة لجانب من أحد المحيطات ونرى كيف تتدفق الحمم
المنصهرة

فتشعل ماء البحر، هذه الصورة التقطت قرب القطب المتجمد
الشمالي،

ولم يكن لأحد علم بهذا النوع من أنواع البحار زمن نزول
القرآن،

ولكن الله تعالى حدثنا عن هذه الظاهرة المخيفة
والجميلة

بل وأقسم بها، يقول
تعالى
:



(وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ
الْمَعْمُورِ *

وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ
رَبِّكَ لَوَاقِعٌ *

مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 1-8].


والتسجير في اللغة هو الإحماء تقول العرب سجر التنور أي
أحماه،

وهذا التعبير دقيق ومناسب لما نراه حقيقة في الصور اليوم
من أن
البحر يتم إحماؤه إلى آلاف الدرجات المئوية،



فسبحان الله



مرج البحرين





نرى في هذه الصورة منطقة تفصل بين بحرين
مالحين،

هذه المنطقة تسمى البرزخ المائي،
وقد وجد العلماء لها خصائص تختلف عن
كلا البحرين على جانبيها،

ووجدوا أيضاً لكل بحر خصائصه التي تختلف عن خصائص
البحر الآخر.

وعلى الرغم من اختلاط ماء البحرين عبر هذه
المنطقة

إلا أن كل بحر يحافظ على خصائصه ولا يطغى على البحر الآخر.
هذه
حقائق في علم المحيطات لم تُكتشف إلا منذ سنوات فقط،

فسبحان الذي حدثنا عنها بدقة كاملة في قوله تعالى


(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا
بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ *

فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) [الرحمن:
19-21].



كانتا رتقاً





لقد وجد العلماء أن الكون كان كتلة واحدة ثم
انفجرت،

ولكنهم قلقون بشأن هذه النظرية،
إذ أن الانفجار لا يمكن أن يولد إلا
الفوضى،

فكيف نشأ هذا الكون بأنظمته وقوانينه
المحكمة؟

هذا ما يعجز عنه العلماء ولكن القرآن أعطانا الجواب
حيث
أكد على أن الكون كان نسيجاً رائعاً

والله تعالى قد فتَق هذا النسيج ووسعه وباعد
أجزاءه،

وهذا ما يلاحظه العلماء اليوم، يقول
تعالى


(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
كَانَتَا رَتْقًافَفَتَقْنَاهُمَا

وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا
يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30].



وتأمل معي كلمة (رتقاً) التي توحي بوجود نظام ما في
بداية خلق الكون،

وهذا ما يعتقده العلماء وهو أن النظام موجود مع بداية
الخلق.



القمر نوراً






وجد العلماء حديثاً أن القمر جسم بارد بعكس الشمس
التي
تعتبر جسماً ملتهباً،

ولذلك فقد عبّر القرآن بكلمة دقيقة عن القمر ووصفه
بأنه (نور)

أما الشمس فقد وصفها الله بأنها (ضياء)،
والنور هو ضوء بلا حرارة ينعكس عن سطح القمر،
أما
الضياء فهو ضوء بحرارة تبثه الشمس،
يقول
تعالى



(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ
نُورًا

وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ
مَا
خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ) [يونس: 5]

من كان يعلم زمن نزول القرآن أن القمر جسم بارد؟
إن
هذه الآية لتشهد على صدق كلام الله تبارك
وتعالى



وسراجاً وهاجاً






في زمن نزول القرآن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم حقيقة
الشمس،

ولكن الله تعالى الذي خلق الشمس وصفها وصفاً دقيقاً بقوله تعالى:


(وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا)
[النبأ: 13]



وهذه الآية تؤكد أن الشمس عبارة عن سراج
والسراج هو آلة لحرق الوقود وتوليد الضوء
والحرارة

وهذا ما تقوم به الشمس، فهي تحرق الوقود النووي
وتولد
الحرارة والضوء، ولذلك فإن تسمية الشمس بالسراج

هي تسمية دقيقة جداً من الناحية
العلمية



الطارق





اكتشف العلماء وجود نجوم نابضة تصدر أصوات طرق أشبه
بالمطرقة،

ووجدوا أن هذه النجوم تصدر موجات جذبية
تستطيع اختراق وثقب أي شيء بما فيها الأرض وغيرها،


ولذلك أطلقوا عليها صفتين:


صفة تتعلق بالطرق فهي مطارق كونية،


وصفة تتعلق بالقدرة على النفاذ والثقب فهي ثاقبة،


هذا ما لخصه لنا القرآن في آية رائعة،
يقول
تعالى في وصف هذه النجوم من خلال كلمتين



(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا
أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ *

النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [الطارق: 1-3].


فكلمة (الطارق) تعبر تعبيراً دقيقاً عن عمل هذه النجوم،
وكلمة
(الثاقب) تعبر تعبيراً دقيقاً عن نواتج هذه النجوم

وهي الموجات الثاقبة، ولا نملك إلا أن
نقول:
سبحان
الله!




الناصية والكذب





اكتشف العلماء حديثاً أن المنطقة المسؤولة عن الكذب
هي
مقدمة الدماغ أي الناصية، واكتشفوا أيضاً أن منطقة
الناصية

تتنشط بشكل كبير أثناء الخطأ،
ولذلك فقد خلصوا إلى نتيجة أو حقيقة
علمية

أن عمليات الكذب وعمليات الخطأ تتم في أعلى ومقدم
الدماغ

في منطقة اسمها الناصية،
والعجيب أن القرآن تحدث عن وظيفة هذه الناصية
قبل
قرون طويلة
فقال تعالى
:


(ناصية كاذبة خاطئة)


فوصف الناصية بالكذب والخطأ وهذا ما
يراه العلماء اليوم



بأجهزة المسح المغنطيسي، فسبحان الله ..







نجم يموت





هذه الصورة نشرها موقع وكالة ناسا (مرصد هابل)
حيث
وجد العلماء أن هذا النجم الذي يبعد 4000 سنة ضوئية عنا

وهو
يشبه شمسنا، قد انفجر على نفسه وبدأ يصغر حجمه

ويتحول إلى نجم قزم أبيض،
حيث
تبلغ درجة حرارة هذا الانفجار 400 ألف درجة مئوية!

ويؤكد العلماء أن شمسنا ستلقى النهاية
ذاتها وتحترق،

وعملية الاحتراق هذه ستؤدي إلى تقلص حجم الشمس على
مراحل

لتتحول إلى شمس صغيرة وهو ما يسميه العلماء بالقزم
الأبيض،

أليس عجيباً أن نجد القرآن يحدثنا عن نهاية الشمس
بقوله
تعالى:



(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير:
1].








حشرة أم ورقة؟






نرى في هذه الصورة حشرة غريبة،
ويعجب العلماء كيف استطاعت هذه الحشرة
أن تحاكي الطبيعة

بهذا التقليد الرائع، بل كيف علمت أنها ستختفي من
أعدائه

ا في أوراق الأشجار، وكيف استطاعت أن تجعل من جسمها
ورقة

لا يستطيع تمييزها إلا من يدقق فيها طويلاً؟
إنها
تساؤلات يطرحها العلماء الماديون،

ولكننا كمؤمنين نقول كما قال الله تعالى:


(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى
بَطْنِهِ

وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي
عَلَى أَرْبَعٍ

يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ) [النور: 45].





الحديد نزل من السماء






هذه صورة عرضها موقع ناسا للفضاء بتاريخ 4 مارس 2007
وقال
العلماء إنها صورة لمذنب

يبلغ طوله أكثر من 30 مليون كيلو متر،
وأنه
يسبح في الكون ومن المحتمل أن يصطدم بأي كوكب يصادفه،

ولدى
تحليل هذا المذنب تبين أن ذيله عبارة عن مركبات
الحديد،

أما النيازك التي سقطت على الأرض منذ بلايين
السنين

والمحملة بالحديد فقد أغنت الأرض بهذا العنصر،
ولذلك
عندما تحدث القرآن عن الحديد أكد على أن الحديد

نزل من السماء، يقول تعالى:


(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ
وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ

وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ
بِالْغَيْبِ

إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25].



جبال من الغيوم





نرى في هذه الصورة التي تم التقاطها من فوق سطح
الأرض

غيوماً ركامية تشبه قمم الجبال،
ويقول العلماء إن ارتفاع هذه الغيوم
يبلغ آلاف الأمتار،

بل ويشبهونها بالجبال العالية لأن شكلها يشبه شكل الجبل،
أي
قاعدتها عريضة وتضيق مع الارتفاع حتى نبلغ القمة.

ويؤكد العلماء أن مثل هذه الجبال من
الغيوم

هي المسؤولة عن تشكل البرَد ونزوله،
والبرد لا يتشكل إلا في مثل هذه
الغيوم.

لقد أكد القرآن هذه الحقيقة في زمن
لم يكن أحد يعلم شيئاً عن هذه الغيوم،
بل
وشبهها الله بالجبال،
يقول
تعالى
:


(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ
بَرَدٍ

فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ
يَكَادُ
سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور:
43].



فسبحان الذي يعلم السر وأخفى،
إن هذه الحقيقة تشهد بأن
هذا
القرآن كلام الله تعالى ومعجزته
الخالدة!







غيوم ثقيلة






لقد أثبت العلماء أن الغيوم في السماء تزن ملايين
الأطنان

إذن هي ثقيلة جداً،
ويتساءلون اليوم ما الذي يجمع بين هذه
الغيوم

ومن الذي يؤلف بين ذراتها،
وما الذي يبقيها معلقة في السماء دون
أن تتشتت وتتبعثر؟!

ولكنهم لم يجدوا جواباً حتى الآن،
أما كتاب الله تعالى فقد أعطانا
الجواب على ذلك
بقوله تعالى
:


(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ
ثُمَّ
يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ

وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ
بِهِ مَنْ يَشَاءُ

وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ
بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].






الرياح والمطر






قال تبارك وتعالى:


(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً

فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ
بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22].



يقول الإمام ابن كثير: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) أي تلقح السحاب فتدر ماء، وتلقح الشجر
فتفتح
عن أوراقها وأكمامها،

وذكرها بصيغة الجمع ليكون منها الإنتاج بخلاف الريح
العقيم،

فإنه أفردها ووصفها بالعقيم وهو عدم الإنتاج،
لأنه
لا يكون إلا من شيئين فصاعداً.

واليوم يؤكد العلماء أنه لولا الرياح لم ينزل
المطر

لأن تيارات الهواء تحمل نويات الكثيف (ذرات من الغبار والملح)
وتقحمها داخل بخار الماء في طبقة الجو الباردة

فتتكثف جزيئات الماء حولها وتتشكل
الغيوم والمطر،

فسبحان الله!





التراب الطهور







لقد اكتشف العلماء أشياء كثيرة في حقول العلم
المختلفة،

وربما يكون من أعجبها أنهم وجدوا بعد تحليل التراب
الأرضي

أنه يحوي بين ذراته مادة مطهرة!!
هذه المادة تستطيع القضاء على
الجراثيم بأنواعها،

وتستطيع القضاء على أي ميكروب أو
فيروس.

وحتى تلك الجراثيم التي تعجز المواد المطهرة عن إزالتها،
فإن
التراب يزيلها! هذه الخاصية المميزة للتراب

تجعل منه المادة المثالية لدفن
الموتى،

لأن الميت بعد موته تبدأ جثته بالتفسخ
وتبدأ
مختلف أنواع البكتريا بالتهام خلاياه،

ولو أنه تُرك دون أن يُدفن لتسبب ذلك بالعديد من
الأوبئة الخطيرة. ولكن رحمة الله بعباده أن خلقهم من تراب،

وسوف
يعودون إلى التراب.



ومن معجزات النبي الكريم عليه الصلاة والسلام


أن له حديثاً يؤكد فيه أن التراب يطهر،


فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه
قال:



(إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع
مرات

وعفروه الثامنة في التراب) [رواه
مسلم].



ومعنى (ولغ) أي شرب أو أدخل فمه في الوعاء،
ونحن
نعلم بأن لعاب الكلب يمتزج دائماً بعدد من الجراثيم

وقد تكون خطيرة، وإذا ما شرب الكلب من
الماء

ثم شرب منه الإنسان فقد يُصاب بهذه
الأمراض.



وقد أثبتت التجارب أن المواد الموجودة في تراب
الأرض

تستطيع القضاء على مختلف أنواع الجراثيم.
وإذا
علمنا بأن الكلاب تحمل عدداً من الجراثيم الخطيرة

في لعابها وأمعائها، وعندما يشرب
الكلب من الإناء

فإن لعابه يسيل ليختلط مع الماء الموجود في هذا
الإناء

ويبقى حتى بعد غسله بالماء. لذلك بعد غسله سبع مرات
بالماء

يبقى القليل من الجراثيم التي تزول نهائياً
بواسطة التراب الذي يُطهِّر الإناء تماماً.
ومعنى (عفّروه) أي امسحوا الوعاء
بالتراب

بشكل يمتزج جيداً مع جدران الوعاء.
وهذه الطريقة تضمن انتزاع ما بقي من
جراثيم

بواسطة هذا التراب.


فالتراب له قابلية كبيرة جداً
للامتزاج بالماء.

وبعد غسل الوعاء بالماء يبقى على جدرانه بعض
الجراثيم،

ولذلك لا بدّ من إزالتها بحكّها جدياً بالتراب،
وسبحان الله! كيف عرف هذا الرسول
الكريم

أن في التراب مواد تقتل الجراثيم؟


البروج الكونية





يقول تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً) [الفرقان:
61].



وأقسم بهذه البروج فقال: (والسماء ذات البروج) [البروج:
1].



في كلمة (بروجاً) تتراءى لنا معجزة حقيقية في حديث
القرآن

عن حقيقة علمية بدأ علماء الغرب اليوم
باكتشافها،

حيث نجدهم يطلقون مصطلحات جديدة مثل الجزر
الكونية

والبنى الكونية والنسيج الكوني،
لأنهم اكتشفوا أن المجرات الغزيرة
التي تعدّ بآلاف الملايين

وتملأ الكون ليست متوزعة بشكل عشوائي،
إنما
هنالك أبنية محكمة وضخمة من المجرات

يبلغ طولها مئات الملايين من السنوات
الضوئية!

فكلمة (بروجاً) فيها إشارة لبناء عظيم ومُحكم وكبير الحجم،
وهذا
ما نراه فعلاً في الأبراج الكونية

حيث يتألف كل برج من ملايين المجرات
وكل
مجرة من هذه المجرات تتألف من بلايين النجوم!!

فتأمل عظمة الخالق سبحانه
وتعالى.


نهاية الشمس







تخبرنا القياسات الحديثة لكتلة الشمس
وما تفقده كل ثانية من وزنها بسبب
التفاعلات الحاصلة في داخلها

والتي تسبب خسارة ملايين الأطنان كل ثانية!
هذه
الخسارة لا نحسُّ بها ولا تكاد تؤثر على ما ينبعث من أشعه
ضوئية

من الشمس بسبب الحجم الضخم للشمس.
ولكن بعد آلاف الملايين من السنين
سوف
تعاني الشمس من خسارة حادة في وزنها

مما يسبب نقصان حجمها واختفاء جزء كبير من ضوئها،
وهذا
يقود إلى انهيار هذه الشمس.

وهنا نجد البيان القرآني يتحدث عن الحقائق
المستقبلية بدقة تامة،

يقول تعالى:


(إذا الشمس كُوِّرت) [التكوير: 1].
وهذا
ثابت علمياً في المستقبل،

إنها معجزة تشهد على إعجاز هذا
القرآن.


البناء الكوني والمجرات






يوجد مثل هذه المجرة في الكون أكثر من مئة ألف مليون
مجرة!!

ويقول العلماء إنها تشكل بناء كونياً Cosmic
Building

وهذه الحقيقة تحدث عنها القرآن بقوله
تعالى
:


(والسماء بناء) [البقرة: 22]


وكلمة (بناء) تمثل معجزة علمية للقرآن
لأن
العلماء لم يطلقوا مصطلح البناء الكوني إلا حديثاً
جداً!


صوت من الثقوب السوداء






هذه صورة ملتقطة من قبل وكالة الفضاء
الأمريكية

وتظهر فيها الأمواج الصوتية التي ينشرها الثقب الأسود.
نرى
في مركز الصورة ثقباً أسوداً

(طبعاً الثقب الأسود لا يُرى ولكنه رُسم
للتوضيح)

ومن حوله سحابة هائلة من الدخان،
وقد أحدث الصوت الذي ولَّده الثقب
الأسود موجات في هذا الدخان.

وينبغي أن نعلم أن جميع النجوم أيضاً تصدر ذبذبات
صوتية،

بل إن النباتات والحيوانات جميعها تصدر ذبذبات صوتية،
وكأن
هذه المخلوقات مسخرة
لتسبح الله تعالى
القائل
:


(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ
وَمَنْ فِيهِنَّ

وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا
تَفْقَهُونَ

تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء:
44].


المنطقة التي غُلبت فيها الروم






نرى في هذه الصورة أخفض منطقة في العالم
وهي
المنطقة التي دارت فيها معركة بين الروم والفرس وغُلبت الروم

وقد
تحدث القرآن عن هذه المنطقة

وأخبرنا بأن المعركة قد وقعت في أدنى
الأرض

أي في أخفض منطقة على وجه اليابسة، فقال
تعالى



(الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
وَهُمْ
مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ

لِلَّهِ
الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ
(4)

بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
(5)

وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)

يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا

وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم:
1-7].



وقد ثبُت بالفعل أن منطقة البحر الميت
وما
حولها هي أدنى منطقة على
اليابسة